دمشق الحبيبة، الإنسان، الوحش | مقاربات جندريّة

مدينة دمشق

 

المشهد الأوّل

على أعتاب مدينة قرطبة، يقف الممثّل باسل خيّاط، من علوّ واضح، بهيًّا، قويًّا، شجاعًا، قبل نزوله صوبها، ترافق نظراته الشغوفة، موسيقى موشّح بعيد، يقول المغنّي فيه: "أيا لكِ نظرةً أودت بقلبي ..."، ثمّ يبدأ مونولوجه المميّز هائمًا: "قرطبة حاضرة الدنيا ومَجمع الأضداد، الساحة والمعترك، قاعدة الخلفاء والأمراء والعلماء وحانة الفُسّاق والزعار، سُلّم الصعود إلى الذروة ومنحدر السقوط إلى الجحيم، النار والنعيم".

ثمّ يصرخ ببسالة: "قرطبة، تزيّني وتجمّلي، أيّتها الجارية اللعوب، قد لقيتِ وعدك أخيرًا، وهذا زين الشباب وفتى بني عامر، زياد، قد جاء يطلب منك لُبانة عيشه، فافتحي له ذراعيك؛ فإنّ العمر قصير قصير، والزاد يسير يسير، ولي بك يومي، ولك منّي غدي".

التفكير في المدينة خارج الضمائر الجندريّة، يدفعنا إلى التفكير في الضمائر الجندريّة ذاتها، والمتعلّقة أصلًا بالجسد البشريّ ودوره الاجتماعيّ (...) العلاقة بين المدينة والجندر هي علاقة متأصّلة في جسد الساكن للمدينة، بينه وبين جندره...

هكذا يختتم وليد سيف، الحلقة الأولى من مسلسل «ربيع قرطبة» (2003، إخراج: حاتم علي)، معلنًا وصول المنصور ورفاقه إلى قرطبة، لكنّ هذا المشهد تحديدًا يساعدنا على مكاشفة النظرة الّتي تُقرأ بها المدينة جسدًا لا مكانًا، فيختلط فيها الفضاء العامّ بالخاصّ، والرغبة بالإمكانيّات، والجنس بالجسد. ولو حاولنا إعادة قراءة هذا المشهد نقديًّا فإنّنا سنرى، رجلًا يحادث جارية، يصفها باللعوب، ليأخذ منها لبانة عيشه، يعطيها حياته ليأخذ منها فناءه، وهو زين الشباب؛ أي أقوى الرجال كذلك. ولو أردنا ألّا نجحف بتوصيف هذه الرؤية بكونها ذكوريّة محضة، فإنّنا لا يمكن أن نتجاوز وصفها، بالحانة والساحة والمعترك، حيث المقاتلون والفسّاق والزعار والملوك، وبالتالي إضفاء هرميّة ذكوريّة ما، بعلاقات قوًى موضّحة وفقًا لهذه الأماكن ’المجندرة‘ حيث إنّ ما يجمع بينها هو حضور الرجل وحده كلاعب أساسيّ، وهو ما يذكّر بمدخل الجغرافيّة البريطانيّة دورين ماسي، في كتابها «الفضاء، المكان، الجندر»، حين تتحدّث عن أفكارها كطفلة على الطريق الواصل بين قريتها والمدينة في مانشستر، بعد رؤيتها للحقول الممتدّة والمملوءة بالصبية الّذين يلعبون كرة القدم، إذ كان سؤالها دائمًا عن غياب الفتيات عن هذه الأماكن، الّتي أصبحت أو ستصبح أماكن للذكور فقط[1].

 

المشهد الثاني

يكتب الصحافيّ والقاصّ السوريّ وليد معماري في مجموعته القصصيّة «حكاية الرجل الّذي رفسه البغل»، 1985، مدخلًا فيقول:

 

وقلتُ

تعالي يا دمشقُ تعالي

نتعرَّ في غرفة مضاءة

لنعرفَ أيّنا الرجل

وأيّنا المدينة

-كتابة على حجر في باب السلام- [2].

 

على الأقلّ، هذا ما يدّعيه معماري، ولا أنكر أنّ ذلك يضيف على هذه القطعة شيئًا من الجمال لأنّ كاتبها مجهول؛ فهي مجرّد نقش على حجر في دمشق القديمة. شيء ما يشبه الألواح المسماريّة. لكنّني أصدّق معماري، لأنّي بنفسي قد حفرت بعض الجمل على مثل هذه الأحجار، في باب السلام أو باب شرقيّ.

تختلط في هذا النقش التخييليّ، على كاتبه أو معماري، الأدوار الجنسيّة بين المدينة والكاتب، الّذي كما يبدو كان رجلًا، فيحاول أن يدافع عن نفسه أمام هذه المدينة القاسية، من خلال دوره الجندريّ الّذي يمنحه المجتمع الأبويّ إيّاه، والّذي لا تفلت منه المدينة أيضًا، فيهدّد الرجل المدينة بالعري والفضيحة (في غرفة مضاءة)، يهدّدها بسلطة ذكوريّة؛ ليذكّرها مرّة أخرى بأنّه الرجل الوحيد في هذه العلاقة الجنسيّة (فعلًا وقولًا)، وعليه؛ فإنّ على المدينة أن تستسلم.

 

المدينة ودورها الجندريّ 

بناء على هذين المثالين، أردت أن أشير إلى غير المستتر، والمعروف تقريبًا، حول منح المدينة في اللغة العربيّة دورًا جندريًّا، أو جنسًا لغويًّا على الأقلّ، ينحصر في غالب الحال، بكونه مؤنّثًا، يقع ضمن تصنيفات مختلفة: امرأة، حبيبة، أمّ، عشيقة، وجارية، أو عجوز، وشقيقة. قد تنسحب هذه الدلالات اللغويّة على لغات أخرى لست بصدد مقاربتها، وإنّما أحاول أن أفكّر من خلال هذا المقال بإمكانيّة التفكير في سرديّات مختلفة للمدينة ذاتها، أتربطنا التاء المربوطة بتأنيث المدينة، وتمنعنا من التفكير فيها خارج إطار الثنائيّة الجنسيّة، أم أنّ احتمالات أخرى قد تُخلق لو خُلقت سرديّات أخرى؟

إنّ التفكير في المدينة خارج الضمائر الجندريّة، يدفعنا إلى التفكير في الضمائر الجندريّة ذاتها، والمتعلّقة أصلًا بالجسد البشريّ ودوره الاجتماعيّ، وبالتالي فإنّ هذه العلاقة بين المدينة والجندر هي علاقة متأصّلة في جسد الساكن للمدينة، بينه وبين جندره. على ذلك فإنّ إعادة التفكير في هذه الضمائر الجندريّة تتطلّب إعادة مفهمة (Reconceptualization)، أو إعادة تفكير في العلاقة بين المدينة والجسد.

تضعنا الأستاذة الأستراليّة في الأدب المقارن والدراسات النسويّة، إليزابيث غروس (Elizabeth Grosz)، أمام نظرتين مسيطرتين على علاقة المدينة بالجسد. تنطلق الأولى من "أنّ المدينة مجسّم فيزيائيّ، بُنِي بواسطة الجسد المسيّر بالعقل؛ أي بالوعي المنفصل عن التجربة الجسديّة (Disembodied Consciousness) ومن نتائج هذه الفكرة، اعتبار المدينة خطرًا على الجسد، بوصفها ’غير طبيعيّة‘ وبالتالي مدمّرة للجسد الطبيعيّ".

أمّا النظرة الأخرى، أو السرديّة الأخرى، لهذه العلاقة بين الجسد والمدينة، فحسب غروس، ترى "المدينة كبناء سياسيّ اجتماعيّ، قائمة على استعارة الجسد بلاغيًّا؛ إذ مثلًا، تمثّل السلطة فيها، رأسًا لجسد هذه المدينة. ولكن بالنسبة إلى غروس، فإنّها نظرة ذكوريّة تتمحور حول ديناميّات القوى، والسيطرة الذكوريّة". عليه؛ أفكّر في أنّ هذه النظرة تمنح الإنسان - الرجل وخاصّة رجل الحداثة الّذي خاض الحروب غير آبه – تمنحه قوّة وسلطة تسمح له أن يفكّر في المدينة كشيء منفصل عنه، أو كذات أخرى، غير واعية وغير قادرة على مجاراته، ومنه تنشأ ديناميّات قوًى بين الرجل والمدينة.

 

المدينة وسياسات الجسد اليوميّة

لذلك؛ من الضروريّ أن يُعاد النظر في مفهمة المدينة والجسد، حيث تمنح غروس المدينة والجسد أدوارًا تبادليّة في تعريف أحدهما للآخر، تتعرّف المدينة بالجسد والجسد بالمدينة من خلال حوار يوميّ. بالتالي فإنّ المدن أيضًا تساهم في سياسات الجسد اليوميّة، وفي آفاقه وحدوده الجندريّة؛ إذ تمنح المدينة بفضائها العامّ السلطة أو تحرمها. كذلك فإنّ فضاءاتها الخاصّة تخصّ جنسًا دون آخر، وبذلك تصبح بعض الأماكن جندريّة بالضرورة، أو كما تعبّر عنها غروس: "ومنه؛ فإنّ الفضاءات المدينيّة وسرديّاتها وذاتيّاتها هي نتائج مباشرة للمدن والأجساد، يكتب بعضها بعضًا"[3].

المدن أيضًا تساهم في سياسات الجسد اليوميّة، وفي آفاقه وحدوده الجندريّة؛ إذ تمنح المدينة بفضائها العامّ السلطة أو تحرمها. كذلك فإنّ فضاءاتها الخاصّة تخصّ جنسًا دون آخر، وبذلك تصبح بعض الأماكن جندريّة بالضرورة...

بناء على هذا الطرح المقتضب، تدفعني غروس إلى التفكير في كتابة المدينة وذاتها، من خلال الذوات الّتي تعيش بها، فإنّ السرديّة الّتي يكتبها معماري، أو وليد سيف بطرحها في مشهده، هي سرديّة ذاتيّة لتجربة المدينة، ترتبط بالذات المعبِّرة عنها، وإلّا فإنّ المدينة ليست مكانًا للنساء، مثلًا لا حصرًا، وإنّما هي جارية للذكور الأقوياء فقط، أو هي حانة للزعار. لكنّنا لو فكّرنا خارج هذه الذات الذكوريّة، لاستطعنا الوصول إلى سرديّة مختلفة، ربّما.

 

المدينة... المِصْرُ الجامع 

تتعرّف ’المدينة‘، حسب «معجم الدوحة التاريخيّ»، بأنّها "المِصرُ الجامع"؛ أي أنّها المكان القادر على جمع مجموعة من الناس، والمصر هو المكان الكبير، وهذا يعكس إمكانيّات المدينة الجمعيّة القادرة على احتواء سرديّات عديدة وكثيرة. إنّ من معاني كلمة ’مِصر‘ أيضًا، أنّها الحدّ، ومنه فإنّ المدينة هي أمصار مجتمعة؛ أي حدود مجتمعة؛ أي ذوات مجتمعة. إنّها - أي المدينة - تسمح لظهور الحدود أو لخلق أمصار أكثر وأحياز أكثر داخل جسدها الواحد. إنّها عبارة عن جثمان بسطح متقطّع بشكل كبير، يتألّف من ملايين القطع الصغيرة المكتظّة في نسيج عمرانيّ، وفكريّ، وثقافيّ، ومعرفيّ. بالتالي، هي مساحة كبيرة للاختلاف للتعدّد للحدود للعبور وللمعرفة، وهذا ما قد يسمح لنا بإعادة المفهمة والنظر والتفكير في سرديّات المدينة.

في مجموعتها الشعريّة «غرفة انتظار في عيادة نفسيّة» 2021، تكتب الشاعرة السوريّة أسماء كريدي، في مدخل المجموعة، ما يلي:

أكتب من بلاد يحبّها الجميع ويدمّرها الجميع

وكلّ قصيدة هي صرخة عن جروحي وجروحها

أو هي صورة عن ضياع الحدود بيننا

فمنذ زمن بعيد لم نعُد نعرف أيٌّ منّا الإنسان

وأيّنا البلاد[4].

 

من المثير فعلًا، كيف اختارت الشاعرة كريدي، خطًّا مماثلًا في خطابها عن المدينة، للقاصّ وليد معماري، أو لكاتب النقش الحجريّ، حيث جلس كلاهما مع المدينة في غرفة مضاءة، الأولى فضائحيّة، والأخرى مأزومة مريضة، غرفتان مختلفتان، على تشابههما، وبسرديّتين مختلفتين تمامًا. حاول فيها القاصّ، أن يقتصّ من المدينة بإثبات رجولته أمامها، بينما أزاحت الشاعرة كلّ الحدود الفاصلة بين الإنسان والمدينة، فمنحتها تجربة إنسانيّة، غير محدّدة، بل مختلطة، لم تفترض بها سلفًا أنّ المدينة أمّها أو صديقتها أو أختها الكبرى البعيدة، بل كانت مجرّد إنسان آخر، يعيش معها في نفس الغرفة، غرفة الطبيب النفسيّ. فكيف يمكن أن نفسّر هذه السرديّة المختلفة والمهمّة لتتبُّع تأثير الضمير الجندريّ اللغويّ، على فهمنا للمدينة كيانًا جندريًّا؟

 

هويّة المكان

بالنسبة لدورين ماسي، في كتابها سالف الذكر، "فإنّ للعلاقات الاجتماعيّة شكلًا مكانيًّا دائمًا، ولها معرفة مكانيّة بالضرورة، فهي تحدث داخل فضاء ما وعبره، في مكان علائقيّ مع أماكن أخرى لظواهر اجتماعيّة أخرى[5]. عليه؛ فإنّ من الممكن أن يُنظر إلى أيّ مكان من خلال العلاقات الاجتماعيّة فيه؛ أي من خلال التفاعل الاجتماعيّ والعلاقات السياسيّة القائمة في مجتمع هذا المكان. بهذا؛ يتحوّل الفضاء إلى مكان، كما سبق توضيح ذلك من قِبَل منظّري الدراسات المكانيّة (ديفيد هارفي وروبرت تالي ودو سيرتو ... إلخ).

أقود هذه الأفكار وأحاول ربطها للوصول إلى فكرة هويّة المكان (Identity of Place)، الّتي كما تعتقد ماسي في كتابها، أنّها أهمّ ما يميّز أيّ مكان على الإطلاق، وليست إلّا نتاجًا لموضعة ومقاربة ومعيّة-وجود (coexistence) لهذه العلاقات الاجتماعيّة في المكان المدروس. ولأنّ هذه العلاقات الاجتماعيّة (ستكون بشكل أو بآخر) أكبر من أيّ مكان ممكن، وستتغيّر باستمرار، فإنّنا يمكن أن نقول وبكلّ جرأة، إنّ هويّات الأماكن، هي هويّات متحرّكة سائلة، كهويّات المجتمعات البشريّة الّتي تسكن هذه الأماكن، وبالتالي، يمكن أن تخرج المدينة المحتلّة من هويّة الاحتلال إلى هويّة وطنيّة، ويمكن كذلك أن تخرج المدينة المجندرة من جندر إلى آخر ربّما، أو من ديناميّات اجتماعيّة إلى أخرى تغيّر وتعدّل من هويّتها بشكل لا يمكن توقّعه. لذلك تقول ماسي بكلّ جرأة: "إنّ هويّة أيّ مكان، بما في ذلك الّذي نسمّيه بيتًا، هي هويّة قابلة للطعن بطريقة أو بأخرى"[6].

من الممكن أن يُنظر إلى أيّ مكان من خلال العلاقات الاجتماعيّة فيه؛ أي من خلال التفاعل الاجتماعيّ والعلاقات السياسيّة القائمة في مجتمع هذا المكان...

تخبرني جدّتي عن المدينة (دمشق)؛ في محاولة لتفسير معجزة حبّ ساكنيها لها، فتقول إنّها ’الغول‘ الّذي يأكل كلّ من يدخل إليها. تأكلهم دون أن تهضمهم، أو أن تمضغهم، بل تصبح المدينة غولًا يعتاش على أحلام، أفكار، آراء، مخيّلة، محاولات، هزائم هؤلاء الناس، هؤلاء الساكنين فيها والّذين سيُحبسون بداخلها إلى الأبد. منه ستتحوّل دمشق ذاتها إلى غول غير مجندر، وبدون هويّة جنسيّة، ليست عشيقة مخادعة، ولا عاشقًا مهزومًا، ليست امرأة لعوبًا، ولا رجلًا متهوّرًا، ليست أنثى وليست ذكرًا، لكنّها وحش أسطوريّ، من دون هويّة جنسيّة أو ذات بشريّة.

أمّا أحد الأصدقاء الّذين لا يزالون في دمشق فقد نشر في إنستاغرام مؤخّرًا استعارة جديدة، لم أكن قد سمعت بها من قبل، يقول صاحبها، وهو سائق سيّارة تكسي صفراء في دمشق، حسب صديقي: "الشام جورة، حوافها صابون، إذا وقعت فيها صعب تطلع منها".

كلّ هذه المقاربات المختلفة، والاستعارات الجديدة، الناشئة عن تغيّر شبكة العلاقات الاجتماعيّة في دمشق، وديناميّات القوى في المجتمع الذكوريّ في دمشق وغيرها، بالإضافة إلى تغيّر العلاقة الراسخة بين المدينة وساكنيها، تجعلني أفكّر في إمكانيّات أكبر للتفكير في المدن العربيّة، ولست قادرًا على تخيّل العدد اللانهائيّ من السرديّات الممكنة للمدينة ذاتها، والإمكانيّات الجندريّة وغير الجندريّة. كذلك، من المفيد أن نتخيّل سرديّات المجتمعات الأقلّيّة في المدن، مجتمع الميم مثلًا لا حصرًا، الّتي من الممكن أن تمنح الدارس والساكن في هذه المدينة آفاقًا أوسع لرؤية الذات والعالم، معًا أو كلًّا على حدة.

 


إحالات

[1] Doreen Massey, Space, Place, and Gender, (Minneapolis: University of Minnesota Press, 1994), 186.

[2] وليد معماري، حكاية الرجل الّذي رفسه البغل (الأهالي للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق، 1985) 19.

[3] Natalie Collie, Walking in the City: Urban space, stories and gender, in “Gender Forum”, (Issue 42, 2013) 5-7.

[4] أسماء كريدي، غرفة انتظار في عيادة نفسيّة (إسطنبول: دار موزاييك للدراسات والنشر، 2021) 5.

[5] Doreen Massey, “Space, Place, and Gender”, (Minneapolis: University of Minnesota Press, 1994), 186.

[6] Ibid, 167-169.

 


 

موفّق الحجّار

 

 

 

شاعر وكاتب سوريّ، حاصل على ماجستير في الأدب المقارن من «معهد الدوحة للدراسات العليا».